رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

القضية الفلسطينية والذاكرة التاريخية السعودية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في الوقت المناسب، وبالمحتوى المناسب، ظهر الأمير بندر بن سلطان على شاشة العربية متحدثاً عن القضية الفلسطينية وموقف المملكة الداعم لهذه القضية منذ نشأتها إلى اليوم. وكما أبان الأمير كان دافعه للظهور أمرين وهما: مخاطبة المواطن والمواطنة السعودية وتبيان الحقيقة لهم، وكذلك مخاطبة أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق الذين قد يجهلون بعض الحقائق السياسية حول قضيتهم، أما الأمر الثاني، فهو ما يتردد - ومع الأسف - في بعض الأوساط الفلسطينية بأن المملكة لم تقدم للقضية الفلسطينية ما تستحقه من دعم، بل قد وصل الأمر بالبعض أن يتحدث عما يسميه خيانة القضية الفلسطينية مدعومين بوسائل إعلام مغرضة.
ولقد أسعدني كثيرا توجه الأمير بالخطاب إلى المواطنين السعوديين. فذاكرتنا التاريخية تحتاج هذا الخطاب، والكثير من الخطابات المشابهة التي تعزز محتواها لا سيما فيما يتعلق بمواقف المملكة من القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فهناك من يجهل دور المملكة المختلف عن أدوار جميع الدول حيال القضية الفلسطينية سواء بسبب بعده عن السياسة، أو بسبب عدم إنعاش هذه الذاكرة من قبل السياسيين الفاعلين، والمتخصصين. وأخص الأجيال الجديدة التي عزفت عن القراءة، وأصبحت تستقي معلوماتها من وسائل التواصل الاجتماعي، أو من بعض وسائل الإعلام غير المنصفة.
لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة وبقوة في السياسة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - إلى اليوم، وكما ذكر الأمير بندر، لا تجتمع القيادة السعودية بالقيادات العالمية الفاعلة كالقيادة الأميركية إلا وينصب ثلثا المحادثات على القضية الفلسطينية. والمتأمل في لقاء الملك عبدالعزيز مع الرئيس الأميركي روزفلت يجد أنهما تناقشا في ثلاثة أمور: طرح الرئيس الأميركي موضوع اليهود وأجابه الملك إجابة شافية ووافية وعادلة، وهي ضرورة اضطلاع الدول التي اضطهدتهم بمسؤولياتها ولا يحمل العرب جريرة غيرهم، ثم طرح الملك عبدالعزيز - رحمه الله - موضوع فلسطين وأهلها ودافع عن قضيتهم، كما طرح موضوع الممارسات الفرنسية في لبنان وسورية.
وقد سار حكام هذه البلاد على هذا المنوال دعما للقضية الفلسطينية عسكريا وسياسيا واقتصاديا. وتثبت الوثائق مثل هذا الدعم المنقطع النظير الذي قدمته وتقدمه المملكة للقضية الفلسطينية. كما بذل جميع ملوك المملكة جهودا حثيثة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ولكن كانت بعض القيادات الفلسطينية هي التي تعيق مثل هذه الحلول، وقد أتى الأمير على ذكر بعضها.
إن معرفة الإنسان السعودي بمثل هذه الحقائق هو تعزيز لذاكرته الفردية، وللذاكرة الوطنية التاريخية التي ستكون سداً منيعاً ضد أي محاولات للنيل من مواقف المملكة. كما أن معرفة الإنسان الفلسطيني بهذه الحقائق ستجعله يرفض بعض الادعاءات الكاذبة والأطروحات غير الموفقة التي تغذيها بعض الجهات المعادية للتأثير على صورة المملكة العربية، وما أحوج ذاكرتنا التاريخية الوطنية إلى مثل هذه الخطابات لا سيما من أولئك الرجال الذين كانوا شهود عيان على بعض الأحداث، وتذكروا جميعا كما قال الأمير بندر: "مواقف دولتكم وقيادتكم ترفع الرأس".
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up